فضل التوحيد وآثاره الحميدة (*)
1- يكفر الذنوب، ففي الصحيحين :]فإن الله حرم النار على من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله[، وتأمل : ] يبتغي بذلك وجه الله [ فهذا معناه لابد من الشروط السابقة . وقال تعالى : ) إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ذلك لمن يشاء ((1) .
2- السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة ودفع عقوبتهما، ففي قوله تعالى : ) وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابًا شديدًا وعذبناها عذابًا نكرًا * فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرًا * أعد الله لهم عذابًا شديدًا فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرًا * رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحًأ يُدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا قد أحسن الله له رزقًا((2)
3- وأعظم فوائده أن لاخلود في النار إذا كان في القلب منه أدنى مثقال حبة خردل (راجع البخاري)
4- إذا كان كاملا يمنع دخول النار بالكلية ( راجع الآيات التي في فضل الصحابة وعدالتهم )،
وقوله تعالى : ) إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ((3) .
5- وصف صاحبه بأنه على حق وهدى وله الأمن في الآخرة، قال عز وجل : ) الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ((4) .
6- صاحبه قد ينال شفاعة الرسول e إذا كان إيمانه خالصًا من الشرك، وهو السبب الوحيد لنيل رضى الله وثوابه ، يقول تعالى : ) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية * جزاؤهم عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه((5).
7- إذا وُجد قُبلت جميع أعمال الإنسان، وإذا لم يكن موجودًا :
) وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورًا ((6) .
8- يسهل فعل الخيرات : لأن المخلص فيه يرجو ثواب الله، ويطلب رضاه، فتسهل عليه الطاعات، ويسهل ترك المنكرات، لأن صاحبه يخشى من سخط الله وعقابه، فيترك ما تهواه النفس من المعاصي
يقول تعالى :) إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون * والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون * والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون* أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ((7)
9- وتسهل المصائب على صاحب العقيدة المؤمن لمعرفته بأن هذا إمتحان ومكتوب من الأزل ولا مفر منه، وبذلك يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح، ونفس مطمئنة، رضًا بقضاء الله سبحانه ففي قوله تعالى :
) قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون (
( ، وفي الحديث :
] إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله، فإن العباد لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك، لم يقدروا على ذلك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا على ذلك، جفت الأقلام وطويت الصحف . . . [(9) .
10- يحرر العبد من رق المخلوقين، والتعلق بهم، وخوفهم ورجائهم، والعمل لأجلهم، وهذا هو العزالحقيقي، ويكون بذلك ربانيًا، محققٌ نجاحُه يقول تعالى :
) الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ((10) ، وقوله تعالى :
) قال ءامنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذابًا وأبقى * قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضِ هذه الحياة الدنيا * إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ((11) ،
وقوله تعالى : ) قال رب السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن وأكن من الجاهلين * فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم ((12) .
11- تدفع إلى العمل من غير وهن ولا كلل ، ) وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ((13)، قوله تعالى : ) كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون ((14) .
12- ومن مزاياه إذا كان خالصًا تتضاعف أعماله وأقواله بغير حساب، كما في حديث البطاقة التي توضع في كفة ويقابلها تسع وتسعون سجلاًّ كل سجل منها مدى البصر فتثقل البطاقة، وتطيشالسجلات فلا يعذب ] يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا، كل سجل منها مد البصر ثم يقال : أتنكر من هذا شيئًا ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ ، فيقول لا يا رب، فيقال : أفلك عذر أو حسنة ؟ ، فيهاب الرجل فيقول : لا، فيقال : بلى إن لك عندنا حسنة وأنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج له بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، فيقول : يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فيقال : إنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة [(15) .
13- لصاحب التوحيد النصر ) إن تنصروا الله ينصركم ((16) ، والتيسير لليسرى والتسديد في الأقوال والأفعال ) يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانًا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم ((17) .
14- الإيمان بالله وحده يتفرع عنه كل ما في الدعوة من صلاح وإصلاح، وهو الرباط الذي يجمع شتاتها ويوثق بين أجزائها بل هو بمقام الروح من الجسد، وتغلب على المؤمن جميع الفضائل لحفظه لأسماء الله الحسنى والتشبه بها ويطهر النفوس من الشر والرذيلة .
15- يسمو بالعقل البشري، فهو يدعو للتفكير والنظر، والبحث العميق المستنير، أما الشرك : فهو عقل قصير تنطبع فيه الخرافات والأباطيل، ويحصر صاحبه في المحسوس وإفك الكهنة والسحرة وسدنة المقابر، وهو أي عقل الشرك جامد مقلد، يخشى من الأموات وهم في قبورهم ) إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون ((18) .
16- مجتمع العقيدة الإسلامية مبني على الفضيلة أساسه الإخاء والمحبة، والإيثار والمساواة، والعدل والأمانة، لذلك فهو بعيد عن الحروب والخصومات، القاضي فيه مستريح، والشرطي لا عمل له .
--==-==-==-==-==-==-==-==-==-==--
(*) من محاضرة ألقاها الشيخ سليم سالم شراب - رحمه الله - على طلاب الجامعة.
(1) البينة آية 7-8 .(2) الفرقان آية 33 .(3) المؤمنون آية 57-61 .(4) التوبة آية 51 .(5) حديث طويل روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أخرجه أحمد والترمذي .
(6) آل عمران آية 173-174 .(7) طه آية 71-73 .( يوسف آية 33 .(9 ) آل عمران آية 146 .(10) الذاريات آية 17-18 .
(11) رواه الترمذي وحسنه، والنسائي وابن حبان والحاكم، وقال صحيح على شرط مسلم، وقال الذهبي في تلخيصه : صحيح
(12) محمد آية 7 . (13) الأنفال آية 29 . (14) هود آية 54 .
للأمــااانة منقول..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]