بِــسْــمِـ الــلّـهِ الـرّـرَحـ مَ ـن الــرَحـ~ـيـم
لِإِمَام ابْن عُثَيْمِيْن فِي الْشَّرْح الْمُمْتِع وَلِقَاء ِ الْبَاب الْمَفْتُوْح حَيْث سُئِل رَحِمَه الْلَّه :- هَل يَلْزَم تَحْرِيك الْشَّفَتَيْن فِي الصَّلَاة فِي الَاذْكَار وَالْقِرَاءَة ؟ ام يَكْفِي ان يَقْرَأُهَا بِدُوْن تَحْرِيك الْشَّفَتَيْن ؟
الْجَوَاب : لَابُد مِن تَحْرِيْك الْشَّفَتَيْن فِي قِرَاءَة الْقُرْآَن فِي الصَّلَاة وَكَذَلِك فِي قِرَاءَة الَاذْكَار الْوَاجِبَة كَالْتَّكْبِير وَالتَّسْبِيْح وَالْتَّحْمِيْد وَالْتَّشَهُّد ، لِأَنَّه لَا يُسَمَّى قَوْلا الَا مَا كَان مَنْطُوقا بِه ، وَلَا نَطَق الَا بِتَحْرِيْك الْشَّفَتَيْن وَالْلِّسَان ، وَلِهَذَا كَان الْصَّحَابَة رَضِي الْلَّه عَنْهُم يَعْلَمُوْن قِرَاءَة الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم بِاضْطِرَاب لِحْيَتِه أَي بتُحَرَكَهَا ، وَلَكِن اخْتَلَف الْعُلَمَاء هَل يَجِب أَن يُسْمَع نَفْسِه أَو يَكْفِي أَن يَنْطِق بِالْحُرُوْف ؟ فَمِنْهُم مَّن قَال : لَابُد ان يُسْمَع نَفْسِه ، أَي لَابُد أَن يَكُوْن لَه صَوْت يَسْمَعُه هُو بِنَفْسِه ، وَمِنْهُم مَن قَال : يَكْفِي إِذَا أُظْهِر الْحُرُوْف وَهَذَا هُو الْصَّحِيْح .انْتَهَى كَلَامُه رَحِمَه الْلَّه.
مِن الْأَخْطَاء الْشَّائِعَة فِي الصَّلَاة أَيْضا عَدَم تَحْرِيك الْمُصَلِّي لِسَانِه وَشَفَتَيْه فِي الْتَّكْبِير وَقِرَاءَة الْقُرْآَن وَسَائِر الْأَذْكَار، وَالِاكْتِفَاء بِتَمَرِيْرَهَا عَلَى الْقَلْب وَهَذَا خَطَأ، فَتَرَاه وَاقِفَا فِي صَلَاتِه بِدُوْن أَن يُحَرِّك لِسَانَه أَو شَفَتَيْه، وَكَأَن الصَّلَاة أَفْعَال فَقَط، وَلَيْس فِيْهَا أَقْوَال وَلَا أَذْكَار، عِلْمَا بِأَن الْنُصُوص الْشَّرْعِيَّة فِي الْكِتَاب وَالْسُّنَّة جَاءَت مُؤَكَّدَة ٌ عَلَى الْنُّطْق ، قَال تَعَالَى: فَاقْرَءُوْا مَا تَيَسَّر مِن الْقُرْآَن [الْمُزَّمِّل:20]، وَقَال الْنِّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم لِلْمُسِيء صَلَاتَه: ((ثُم اقْرَأ مَا تَيَسَّر مَعَك مِن الْقُرْآَن))، وَأَقُلـُها فَاتِحَة الْكِتَاب، وَمَن مُقْتَضَيَات الْقِرَاءَة فِي الْلُّغَة وَالْشَّرْع تَحْرِيك الْلِّسَان وَالشَّفَتَيْن كَمَا هُو مَعْلُوْم، وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: ( لَا تُحَرِّك بِه لِسَانَك لِتَعْجَل بِه ) [الْقِيَامَة:16]، أَمَّا قِرَاءَة الْرَّجُل فِي نَفْسِه بِدُوْن أَن يُحَرِّك لِسَانَه فَلَيْس بِقِرَاءَة عَلَى الْصَّحِيْح، لِأَن الْقِرَاءَة إِنَّمَا هِي الْنُّطْق بِالْلِّسَان، وَعَلَيْهَا تَقَع الْمُجَازَاة، قَال تَعَالَى ( لَهَا مَا كَسَبَت وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَت ) [الْبَقَرَة:286]، وَقَال الْنِّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم ((إِن الْلَّه عَز وَجَل تَجَاوَز لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَت بِه أَنْفُسَهَا مَا لَم تَعْمَل أَو تَكَلَّم بِه)) مُتَّفَق عَلَيْه مِن حَدِيْث أَبِي هُرَيْرَة. قَال الْنَّوَوِي فِي الْمَجْمُوْع: "وَأَمَّا غَيْر الْإِمَام فَالسُّنَّة الْإِسْرَار بِالتَّكْبِيْر، سَوَاء الْمَأْمُوْم ُ وَالْمُنْفَرِد، وَأَدْنَى الْإِسْرَار ِ أَن يُسْمَع نَفْسِه... وَهَذَا عَام فِي الْقِرَاءَة وَالتَّكْبِيْر وَالتَّسْبِيْح فِي الْرُّكُوع وَغَيْرِه وَالْتَّشَهُّد وَالْسَّلَام وَالْدُّعَاء، سَوَاء وَاجِبـُها وَنَفْلُهَا، لَا يُحْسَب شَيْء مِنْهَا حَتَّى يُسْمَع نَفْسِه، إِذَا كَان صَحِيْح الْسَّمْع وَلَا عَارِض... هَكَذَا نَص عَلَيْه الْشَّافِعِي، وَاتَّفَق عَلَيْه الْأَصْحَاب، بَل اشْتَرَط الْجُمْهُوْر أَن يُسْمَع الْقَارِئ نَفْسَه حَيْث لَا مَانِع".انْتَهَى كَلَام الْإِمَام الْنَّوَوِي رَحِمَه الْلَّه وَشَرْط الْإِسْمَاع أَن لايُشَوّش عَلَى مَن جِوَارِه فِي الْصَّف وَقَد قَال بِقَوْل الْإِمَام الْشَّافِعِي ِ وَالْإِمَام الْنَّوَوِي جَمَع مِن الْأَئِمَّة رَحِمَهُم الْلَّه جَمِيْع
فَيَاأَخي وَأُخْتِي الْمُصَلِّي حَرَّك لِسَانَك وَشَفَتَيْك فِي جَمِيْع اذْكَار الْصَّلَوَات كَتَّكْبِيْرَة الْإِحْرَام وَدُعَاء الإِسْتِفْتَاح وَالْتَّعَوُّذ وَالْبَسْمَلَة وَالْفَاتِحَة وَاذْكَار الْرُّكُوع وَالْسُّجُود وَالْتَّشَهُّد وَلَكِن احْذَر ان تُشَوِّش عَلَى الْمُصَلِّيْن ، وَنَبَّه اهْلَك وَاوْلادِك لِهَذِه الْمَسْأَلَة فَإِنَّك مَسْؤُوْل عَنْهُم امَام الْلَّه يَوْم الْقِيَامَة
((((هَذَا مِمَّا قَرَأَتْه وَأَحْبَبْت نَقَلَه لَعَل الْلَّه يَنْفَعُنَا بِه))))
الْلَّهُم ارْزُقْنَا الْخُشُوع فِي الصَّلَاة وَأَذِقْنِا حَلَاوَة الْإِيْمَان وَالْمُنَاجَاة ..
الْـ لَّ ـهُم آَمِـيْــن..